تم النشر في الثلاثاء, 22 أبريل 2014 , 07:57 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , تحقيقات

تحقيق : مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت قنبلة موقوتة

المواقع الاجتماعية

نشوى فكري

 رغم الفوائد الكثيرة التي من الممكن أن يستفيد منها الطالب أو الابن من الاطلاع والثقافة بما يواكب تكنولوجيا العصر ، إلا أن هناك في الوقت نفسه العديد من المخاطر المختلفة التي تواجه الأسرة بسبب استخدامات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، وجلوس الأبناء عليه معظم الوقت ، حتى أصبح متلازما معهم في كل مكان عن طريق تطبيقات الجوالات الحديثة مثل الاي فون والبلاك بيري وغيرها ، التي تتيح تصفح الانترنت ، ولكن ما مدى خطورة الانترنت على أبنائنا وبناتنا في ظل عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة ، وهل سوف نقوم بتعيين حارس على كل ابن وابنة لمراقبتها وهي تتصفح الانترنت ، إشكالية كبيرة كما يصفها البعض ، بل أنها تكمن صعوبتها في عدم إمكانية مراقبة الأبناء بالشكل الكبيرمن المؤكد أن مخاطر الانترنت على أبنائنا وصغارنا حقيقة لا يجب الهروب ، منها خاصة بعد تميز الأطفال وتألقهم في استخدام الانترنت بشكل يفوق الكبار ، حتى أن بعض الآباء والأمهات لا يعرفون تفاصيل التعامل مع صفحات الانترنت ، مثل ما يقوم به الصغار والأبناء من مهارة وإتقان في التعامل مع الحاسب الآلي بشكل عام ، لذلك يرى البعض أنه لا بد من وجود وقفة مع النفس خاصة مع وجود عدد من المواقع والصفحات الإباحية على مواقع وصفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى المحادثات مع الآخرين وتوفير عدد من البرامج التي تنجح في فتح المواقع المخلة ، لذلك أكد عدد من الآباء أنه لا بد من ضرورة الرقابة الصارمة ، ولكن بشكل لا يعود بالضرر النفسي على الأبناء.

* جوانب سلبية وايجابية

في البداية تقول الدكتورة أمينة الهيل مستشار إرشاد نفسي بالمجلس الأعلى للتعليم ، أن أي جهاز له الجوانب السلبية والجوانب الإيجابية ، لافتة أننا لا نستطيع إلغاء الإنترنت من حياتنا ، لأنه يحتوي على عالم به كل الأشياء المفيدة ، ولكن يجب تقنينها ، وتعليم الأولاد كيفية استخدامها ، مشيرة أنه لا يمكن عزل الأبناء عن الإنترنت بالكامل ، ولكن على الوالدين مراقبته وتحديد وقت معين لاستخدامه وساعات معينة للجلوس عليه ، بحيث لا يصبح الولد منفردا طول الوقت مع جهاز الكمبيوتر ، فيقع فريسة للمواقع الضارة . ووصفت الهيل شبكة الانترنت بأنها قنبلة موقوتة أو آفة يمكن أن تقضي على مستقبل الأبناء في حالة عدم وجود الوعي الكافي لدى الأب أو الأم في كيفية التعامل مع هذه القضية الشائكة، والتي تنذر بكوارث وخيمة خاصة مع الانفتاح الكبير الذي يشهده عصر التكنولوجيا فضلا عن العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك ، والتي بها العديد من الصور الفاضحة وبعض الصفحات الفاسدة والتي تؤثر بالسلب على الأطفال والأبناء الصغار لذلك يجب الانتباه إلى هذا الأمر كثيرا حيث ، أصبحت هذه المواقع غير مقتصرة فقط على شبكة الانترنت بل أنها موجودة في مواقع التواصل الاجتماعي فضلا عن المحادثات الجانبية الموجودة على هذه الصفحات، ومما لا شك فيه أن مراقبة الوالدين للأبناء أمرا مهما للغاية . وحذرت من قضاء الطفل أو الابن لساعات طويلة بمفرده على الانترنت، حيث أنها تعد من المؤشرات الخطيرة ويجب وقتها أن يعرف الأب أو الأم ماذا يفعل الابن على صفحات الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي ،خاصة في ساعات المساء مع وجود عدد من الصفحات المشبوهة والصور التي تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الإسلامية والدينية ، فضلا عن أن هذا الجلوس لفترات طويلة يتسبب فيما بعد في عزلة الطفل أو الابن عن العالم الخارجي ، مما يعود في النهاية بأضرار خطيرة على شخصية الابن ، ومن الممكن أن يصبح ذات شخصية منعزلة أو غير اجتماعية أو منطوية لذلك يجب الانتباه إلى هذا الأمر كثيرا وعدم الاستهانة به .

* المزج بين المراقبة والوازع الديني

أما الداعية الإسلامي عبد السلام البسيوني فقال أن المراقبة الإلهية أهم من مراقبة الآباء والأمهات ، حيث يجب أن يكون الإنسان صريحا مع نفسه قبل أن يكون صريحا مع الغير ، ويجب عليه بأن يعرف أن الله سبحانه وتعالى مطلعا على أفعاله، وأن يراقب نفسه بينه وبين رب العالمين ووقتها لا يخاف من أب أو أم ، موضحا أن الوازع الديني وحده لا يكفي ، إنما يجب أن يكون هناك مزيج ذكي بين رقابة الأبوين والوازع الديني ، فالأبناء يحتاجون إلي الجمع بين الترغيب والترهيب ، وهذا هو المطلوب في المعاملة . وأشار أنه بالنسبة للأطفال فلا يجب علينا أن نوافق على وضع جهاز الكمبيوتر داخل غرفة مغلقة للطفل، بل يجب أن يكون الجهاز في مكان عام يطلع عليه الجميع ، ويعمل عليه أيضا معظم افرد الأسرة وإذا قام البعض بموافقة الابن على وضع الكمبيوتر في غرفة مغلقة فهذا الأمر يزيد من تهيئة الظروف للطفل أو الابن على مشاهدة المواقع المخلة أو التي تشوش أفكاره، لافتا إلي ضرورة فتح قنوات اتصال بين الآباء والأمهات وبين الأبناء لأن في ذلك يمنع أن يرتكب الطفل أية أفعال من شأنها تعود بالضرر عليه ، ولا يجب أن نمنع أبنائنا من استخدام الكمبيوتر أو الانترنت لان فوائده كثيرة ، ولكن يجب أن نحذر أبنائنا من مخاطره ونحذرهم بشكل غير مباشر عن هذه المخاطر ، وان تكون الرقابة عليهم بأسلوب ميسر وليس بعنف حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية ، فيقوم الطفل بارتكاب أخطاء كنوع من العناد ، لذلك يجب أولا زرع القيم الدينية في نفوس أطفالنا وتربيتهم التربية الدينية الصحيحة ونعلمهم كيف يخافون من الله تعالى ، وأنه سبحانه وتعالى مطلعا على كل شيء وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة من أبنائنا من خوفهم من الله تعالى فنحن لسنا في حاجة إلى مراقبة البشر .

* اهتمام الأسرة بدورها

يقول المواطن غانم سالم السعدي أن حماية أطفالنا من مخاطر شبكة الانترنت يجب أن تكون من أولويات اهتمام الأسرة اتجاه أبنائهم وصغارهم ، خاصة مع احتمالية الاستخدام السيئ من قبل الأبناء لصفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، بحيث لا يجب ترك الموضوع دون اهتمام أو رعاية أو رقابة من الأسرة ، ويجب أن يكون هناك متابعة من الوالدين وعدم تركهم عرضة للاستغلال من قبل ضعاف النفوس من مرتكبي جرائم الانترنت ، وبصفة خاصة الإباحية الالكترونية لأن هؤلاء الأشخاص يتظاهرون بالاستماع إلى الأطفال ويبدون التعاطف معهم ، ومع مشاكلهم ومع هواياتهم واهتماماتهم مما يسهل عملية جذب وتطويع الأطفال لهم عن طريق تقديم المضمون الجنسي لهم في محادثاتهم ثم يشتركون في هذه المحادثات الإباحية وهذا من الأمور الخطيرة التي يجب أن يتداركها الآباء والأمهات أثناء رقابتهم على أطفالهم ، ويجب أن تكون وقتها رقابة غير مباشرة حتى لا يشعر الطفل أن يقوم بفعل خطأ، وان يكون مقيدا فيمكن أن تؤدي إلى نتيجة عكسية ويقوم بمشاهدة هذه المواقع خارج المنزل لذلك يجب الحرص في التعامل مع الأطفال بشكل لا نشعره أنه موضوع اتهام . وأشار إلى انه يجب متابعة سلوك الابن أو الابنة عن بعد ، وهل إذا كان هناك تغيير من أي نوع أم لا ، وهذه الرقابة مهمة للغاية حيث أنها تساهم إلى حد كبير في حماية الأطفال والأبناء من أنفسهم ومن صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي . وبين أنه من المهم ألا ينفرد الطفل أو الابن بالكمبيوتر أو اللاب توب بمفرده في الغرفة ، ويجب وضعه في مكان ملحوظ ومكشوف ، وليس هناك ما يمنع من مراقبة الجوال الخاص بالابن الصغير ،من وقت إلى آخر دون أن يعلم ، وان يحاول الأب أو الأم أن تتعرف على الصفحات التي تصفحها الابن الصغير على شبكات الانترنت، حيث انه من الأمور المهمة ، حيث إذا ظهر أي نوع من الخطورة فمن الممكن أن تقوم الأم أو الأب بمعالجته . حسب الشرق القطريه

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com